وضعية الشباب في منطقة صنهاجة :


للحديث عن وضعية بعض الشباب في منطقة عين مديونة خاصة و في منطقة تاونات عموما. سأتطرق في هذا المحور بالحديث عن الشباب الذين تركوا المدرسة في وقت مبكر أو الذين لم ينجحوا في دراستهم.
عندما تصل مرحلة النضج و القوة الجسدية للشباب المراهق ريعانها, تأتي الازمة الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية لتقهقر أمل و طموح الكثير منهم, فذلك الحال لبعض شباب صنهاجة , الذين أصبحت حياتهم محصورة في حيز ضيق أمام مصاعب الحياة اليومية , مما يضعوهم داخل دائرة ذات مخرجين أو تخصصين في اختيار مهنهم إما فلاح و إما تاجر في الاسواق و (منهم من لم يجد مخرجا من هذه الدائرة يبقى أمله معطلا, يقضي جل أوقاته جالسا في المقاهي أو في السيبير للبحث عن فرص العيش أحسن، أو الهجرة إلى الخارج، أو إملاء الفراغ بشتى الأمور).
و يعزى هذا غالبا إلى المنظومة الاقتصادية و الاجتماعية و التكوينية للمنطقة بحكم أن هذين القطاعين يعتبران من أهم نشاطات المنطقة مند القديم.
في وقتنا هذا تغير أمل الشباب و أصبح هم أغلبهم هو البحث عن مستقبل أفضل لتفادي الحياة الصعبة التي عاشها آباءهم و أجدادهم و المساهمة في تطوير مكونات الحياة اليومية إلى الأحسن و الهروب من الماضي الذي كانت فيه الحياة مبنية على الجهل و الخرافات إلى مستقبل زاهر مبني على التعايش و المعرفة .
و تجد أغلب فئة من هؤلاء الشباب ممن تركوا المدرسة في نهاية المستوى الإعدادي لظروف مادية أو اجتماعية مما جعلهم يلتجؤون إلى العمل في التجارة في الأسواق مع أفراد عائلتهم أو مع أبناء منطقتهم و منهم من يساعده الحظ فيصبح تاجر و يشتري شاحنة من نوع مرسيدس 207... بعد أن يستفيد من قروض المؤسسات الصغرى الموجودة بالمنطقة (الأمانة، السلف الشعبي) ومنهم من لا يساعده الحظ فيقضي أغراضه بمساعدة الآخرين.
و بالرغم من ذلك الدخل البسيط الذي يقضونه بفضل التجارة المحلية في الأسواق, فإن فئة كبيرة من هؤلاء الشباب تلجأ الى القروض الصغرى* للاستثمار في شراء شاحنة صغيرة من نوع مرسيدس 207... أو المتوسطة من نوع ميتسوبيشي و هذا الاستثمار يعود بالربح عليهم , ويحرك اقتصاد المنطقة, و هذا فيما يتعلق بالنشاط التجاري.
أما في القطاع الفلاحي فتلتجئ إليه فئة قليلة من الشباب نظراَ لأعماله الشاقة و راتبه القليل و هذا يجعل بعض شباب المنطقة يعملون في هذا القطاع لضرورة العيش فقط و ليس لرفاهية, و يتمثل :
- في زراعة الحبوب مثل القمح و الشعير و الفول و الجلبان و كرسنة..., بالاضافة الي الخضر مثل البصل (نقلة) و والجزر الفلفل و الطماطم و الخس و البقول و القرع....
- وفي جني الغلة الموسمية مثل الزيتون و الخروب و التين و البرقوق ..., فيما يخض بجني الزيتون فلضرورة أحكام الحاجة إلى الزيت تدعو إلى جمع الزيتون وغالبا ما يتعاون العائلات فيما بينهما للقيام بهذه الأعمال فيجتمع التاجر مع الفلاح مع التلميذ لجمع الزيتون. ومن هنا سنكون قد تعرفنا على وضعية بعض شباب ساكنة صنهاجة مصباح عموما و صنهاجة الشمس خصوصا بالاضافة الى الانشطة التجارية و الفلاحية التي تمتاز بها منطقة عين مديونة .
*22/11/2014*
تعليق : أحمد الصيد