
معارك مايو و يونيو 1925 في عين مديونة .
مع بداية شهر مايو 1925 ، ازدد ضغط المقاومة الريفية بدعم من رفقائهم من قبائل التول و برانس على تواجد الاحتلال بحيث نجحت هذه الاخيرة خلال 24 ساعة بوقف الأعداء الذي كانوا يبحثون عن فتح الطريق المؤدية إلي مدينة فاس بعدما تم تدمرها جرأ المعارك بين المقاومة الريفية و قوات الاحتلال .
تكلف العقيد
Freydenberg
بإنقاذ جرحى الهجوم عين معطوف. و توجهت مجموعة من قوات الاحتلال إلى عين مديونة لتنفيذ عملية مسلحة ضد المقاومة الريفية ، لكن تكتل المقاومة الريفية و رفقائهم من آهل تول و برانس لم يمكن قوات الاحتلال من الوصول إلى مكتب الشؤون الداخلية أو
bureau des affaires indigénes, هذا المكتب كان يرأسه الزعيم رسبلاندي أو
Resblandy, كان هذا المكتب مبني بالخشب الزيتون ، وفيه كان يشتغل فيه رئيسا,
و كان يوجد هذا المكتب على مسافة قليلة من" البيرو" المكان الحالي لقيادة عين مديونة .
وخلال الأيام العشر الثانية من شهر مايو سنة 1925, قتل رسبلادي يوم 18 مايو 1925, و صل الخبر إلى العقيد Freydenberg المكلف على منطقة عين معطوف فقرر هذا الأخير بعدم تضحية برجاله بالرجوع إلى منطقة عين مديونة مرة أخرى بسبب صلابة وبسالة المقاومة فيها, و بعد فشال الاحتلال في سيطرته على منطقة عين مديونة في الناحية الشمالية من تاونات اتجه هذا الاخير نحو الناحية الشرقية اتجاه نواحي تازة تحت أوامر العقيد Camby لكي يجدب المقاومة الريفية نحو هذه المنطقة, لكي يشغلها عن مراقبة مكتب عين مديونة و يترك المجال فارغ أمام العقيد Freydenberg بالرجوع إلى منطقة عين مديونة .
في 21 مايو قام العقيد Camby بالإتجه نحو عين مديونة من الناحية الشرقية لمساعدة العقيد Freydenberg, حينئد وقعت معركة عنيفة بينهم و بين المقاومة الريفية, في ظرف 13 ساعة استطعت قوات الاحتلال من أخد مكتب عين مديونة من يد المقاومة الريفية . فقدت قوات الاحتلال في هذه العملية ضابطين, ثم عاد العقيد Camby لمواصلة دفاعاته في واد لبن.
في 11 يونيو 1925, بالرغم من الدفاعات القوية لقوات الاحتلال في منطقة عين مديونة, فهذا لم يمنع المقاومة الريفية من مواصلة صمودها و تحركاتها في المنطقة, قاموا بمحاولة استرجاع المنطقة, فحصروا المنطقة و كانوا يقومون بمناوشات عسكرية من حين لأخر لكي يجبرون دفاعات الاحتلال عن إخلاء المنطقة. بالفعل استطعت المقاومة إعادة السيطرة على المنطقة. في حين كانت عين عائشة تشهد صراع مسلح بين مجموعة من جنود الاحتلال من أصول سنغالية تحت قيادة الملازم Bouscatier ضد 75 مقاتل يعملون لصالح خائن فرنسي" الذي كان يترجم في مجلس الحرب في مكناس و معه كدلك مقاتل قديم في كتيبة إفريقيا ". ووجد هذا الأخير نفسه في مواجهة خصوم أكثر منه بكثير من الناحية العددية, فأطلق إشارات الاستغاثة.
توصل فيلق كتيبة Cazaban برسالة إخلاء مكان القصف, فابتعدوا بحوالي 1500 متر عن مكان القصف في الليل المظلم. العملية لم تكون بالأمر السهل بالنسبة لقوات الاحتلال , طلب خلالها القائد حوالي 30ضابطا بالحضور لإعادة تشكيلة الفرق العسكرية للاستعداد بالهجوم على مكتب عين مديونة , فأمر الملازم Guyon و Fain بالالتحاق سرا بالملازمين Beulaygues و Wable الذين كانوا في طريقهم إلى الهجوم على عين مديونة ,
وصل فيلق المتطوعين بدعم فيلق المقاتلين ومشوا بحيطة وحذر حتى وصلوا إلى المكتب الذي كان يسيطر عليه أفراد المقاومة, فاستطاعوا بذلك طرد المقاومة الريفية من مكتب الشؤون الداخلية في عين مديونة , و بعد بدء عودة المجموعات من فيالق الاحتلال إلى مكتب عين مديونة , كانت المقاومة الريفية تنصب إليهم في الأودية و الأماكن الوعرة, و تمكنوا من اعتقال عدد كثير من هؤلاء المحتلين, كانت المعركة تدور في الليل وخلفت هذه المواجهات خسارة كبيرة في صفوف الاحتلال بالرغم من احتلال المركز, و هذا لم يقف بسالة المقاومة بل و جهدوا بشدة بمساعدة الأهالي حتى تمكنوا من تحقيق انتصار و إلحاق أضرار بشرية مهمة في صفوف الاحتلال, فكانت الحصيلة أن الناجين من خمس فيالق الاحتلال أكادوا أن كل ضباط الاحتلال قتلوا في هذه المواجهات , واعترفوا بخسارتهم في هذه المعركة. الناجين من المعركة في صفوف الاحتلال ولوا مدبرين نحو منطقة عين عائشة في انتظار خضوع أهالي صنهاجة مصباح . فانتظروا 6 أشهر ليتمكنوا فيما بعد من استرجاع عين مديونة و ذلك في 29 ديسمبر 1925 .
تعليق : أحمد الصيد
مصدر : La haut Leben , source colonel L. Vionot.