* ﺍﻟﺤﻜﻮﺯ .


ﺇﻥ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺤﻮﺯ ( ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﺍﻭ) ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﻃﻘﻮﺳﻲ،
ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻧﻬﺎ
" ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻭﺟﻮﺩ
ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺠﺴﻢ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻣﺔ، ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻤﻨﺎﺧﻬﺎ ﻭﺿﻐﻄﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﻱ
ﻭﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﻭﺗﻀﺎﺭﻳﺴﻬﺎ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﺃﻭ ﺇﻧﺘﺎﺟﺎﺗﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ
ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺛﻴﺘﺖ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ... ﻓﺈﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺗﻨﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻟﻐﻮﻱ ﻭﻃﺮﻕ ﻋﻴﺶ
ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺸﺘﺮﻙ .
ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﺤﻮﺯ ﻳﻘﺎﻡ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻱ ﺿﺮﻳﺢ ﺃﻭ ﻣﺴﺠﺪ، ﺇﻧﻪ ﻏﻴﺮ
ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺴﻤﻮﻱ، ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻤﺎﺩﻩ،
ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﺮﺍﺳﻴﻤﻪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ
ﺍﻟﻔﻄﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﺍﻟﺤﻮﺯ ﺇﺫﻥ ﻫﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺩﻭﺭﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻷﺧﺮﻯ. ﺇﻧﻬﺎ
ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﻠﺰﻭﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ
ﻟﻼﻧﺒﻌﺎﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺒﺎﺕ ﻭﻳﻌﻠﻖ
ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻮﻥ ﺁﻣﺎﻻ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ
ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻷﻟﻢ .
ﺇﻥ ﻫﺎﺟﺲ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺳﺒﺐ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ، ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ﺩﻭﻥ
ﻣﺤﺼﻮﻝ، ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺭﻫﻴﺐ ﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﻘﻮﺱ ﺗﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﻻﺳﺘﺮﺿﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻫﻨﺎﻙ "ﺧﺮﺍﻓﺔ / ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ " ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺤﻜﻰ
ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﺎﻟﺔ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﻥ
ﻟﺤﻔﺪﺗﻬﻢ، ﺑﻄﻠﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮﺯ / ﺣﻜﻮﺯﺓ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺲ ﺃﻭ
ﻫﻲ ﻛﺎﺋﻦ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺘﻴﻦ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺻﻔﺔ
ﻏﻮﻟﺔ (ogresse ) ﺃﺭﻫﺒﺖ ﻛﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ،
ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻛﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﺼﻔﺔ
ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ، ﺇﻧﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺁﺧﺮ "ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﺰﺍﺟﺮ " ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺠﺴﺪ
ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮﺯ / ﺣﻜﻮﺯﺓ .
ﺗﺤﻜﻲ " ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ" ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ
ﻗﺮﻳﺔ ﻟﻌﺰﺍﻳﺐ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺒﻨﻲ ﺯﺭﻭﺍﻝ، ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻣﺴﺎﺀ
ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻮﺯ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ،
ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﺐ، ﺑﻞ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺤﻮﺯ، ﻭﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ
ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ﺳﺘﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺸﻖ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺤﻮﺯ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ،
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻳﺄﺗﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ ﺃﻭ
ﺍﻷﺥ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻓﺮﺩ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭﺩﻭﻥ
ﺃﻥ ﻳﻔﻄﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻴﻀﻊ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ
ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺤﻮﻕ ﺍﻟﻔﺤﻢ "ﺃﻛﻔﻮﺱ ." ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﻳﺨﺒﺮﻭﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﺤﻮﺯ ﻗﺪ ﺷﻘﺖ ﺑﻄﻨﻪ ﻭﻣﻸﺗﻪ ﺗﺒﻨﺎ ﻭﺣﺠﺎﺭﺓ
ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺧﻴﺎﻃﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻋﻠﻰ
ﺑﻄﻨﻪ، ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﺬﻛﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻭﺟﻬﻮﻩ
ﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ
ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻷﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﻐﺒﺔ
ﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭﻩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ .
ﺑﺘﺤﻠﻴﻠﻨﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻗﺼﻮﺻﺔ/ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ، ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻧﺤﻮ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻌﻴﻦ،
ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﺰ ﻟﻠﻔﺎﻗﺔ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ،
ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﻴﺰ ﻟﻠﺘﺒﺬﻳﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﻴﺰ ﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ
ﺑﺒﻘﺮ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ، ﻫﻜﺬﺍ ﺳﻨﻜﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻗﺼﻮﺻﺔ ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ
ﺗﺤﺴﻴﺲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺪﻗﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺃﻱ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻮﺯ، ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻮﺩ ﺑﻐﻼﻟﻬﺎ . ﺇﻧﻨﺎ
ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻓﻼﺣﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ
ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ، ﻣﺨﺰﻭﻥ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ
ﺃﺳﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻦ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻤﻄﺮﺓ،
ﻣﻤﺎ ﺃﻛﺴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﺒﻠﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻭﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﻮﺳﻢ
ﺍﻟﺤﺼﺎﺩ ﻭﺟﻨﻲ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ .
ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻨﻲ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﺤﻮﺯ
ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻝ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻮﻣﺎﺕ ( ﺃﺣﻴﺎﺀ) ﺍﻟﻤﺪﺷﺮ ﺑﻐﻴﺔ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻓﻴﻘﺼﺪﻭﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺘﺎﻟﻲ ﻭﻳﻘﻔﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﻫﻢ
ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﻧﺪﺍﺀﺍﺕ ﺇﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻣﻮﺯﻭﻧﺔ ﻳﺴﺘﺤﺜﻮﻥ ﻋﺒﺮﻫﺎ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺠﻮﺩﻭﺍ ﺑﻬﺪﻳﺔ ( ﺯﺑﻴﺐ، ﺗﻴﻦ ﺟﺎﻑ، ﻓﻮﺍﻛﻪ، ﺯﻳﺖ،
ﻧﻘﻮﺩ ...) . ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ / ﺍﻟﻨﺪﺍﺀﺍﺕ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ
ﻧﺬﻛﺮ :
ﺍﻫﻴﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺭﻱ ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻮﺷﻲ ** ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺎﻛﻢ ﻗﺪ ﺑﺎﺑﺎﻛﻢ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻟﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﻠﻤﻮﻛﺐ، ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺌﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺪﺩ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻓﻌﻮﺍ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻣﺘﺪﺍﺣﺎ ﻷﻫﻞ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻣﺎﻣﻪ :
ﺑﺎﺵ ﺗﻌﻴﺪ ﻫﺎﺩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ** ﺑﺎﻟﺤﻮﻟﻲ ﻟﺸﻘﺮ ﻭﻗﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﺴﻜﺮ
ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ
ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺻﻴﺎﺣﺎ ﻹﻳﻘﺎﻅ ﻧﺨﻮﺗﻪ ﺑﺸﻌﺎﺭ ﻣﺜﻞ :
ﻋﻤﻲ ﺍﺣﻤﻴﺪﻭ ﺭﺟﻞ ﻣﺰﻳﺎﻥ ** ﻣﺎ ﻳﺮﺿﺎﺷﻲ ﺑﺮﺩﻧﺎ ﺑﻼﺷﻲ
ﺃﻭ
ﻋﻤﻲ ﺍﻋﻠﻴﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﺿﺎﺷﻲ ﻳﺮﺩﻧﺎ ﺑﻼﺷﻲ ﻭﺍﻫﻴﺎ ﻟﻮﻻﺩ
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﺒﻴﺖ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﻜﺮﻡ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺳﺨﺎﺋﻬﻢ (ﺩﺍﺭ
ﻛﺒﻴﺮﺓ) ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ :
ﻣﺎﻟﻴﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ** ﻳﻌﻤﺮﻭﺍ ﺍﻟﻘﻔﺔ ** ﺣﺘﻰ ﻟﻠﺸﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻐﺮﻓﺔ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺆﻭﻧﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ
ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ .
ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻔﺖ ﺟﻤﻮﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ – ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻬﻴﺆﻭﻥ
ﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﺤﻮﺯ- ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺰﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺐ ﺃﻫﻠﻪ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻓﺈﻥ ﺭﺩ
ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﻌﻴﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ
ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻗﺪﺣﻴﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﺗﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺳﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻓﺘﺴﻤﻌﻬﻢ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ :
ﺑﺎﺵ ﺗﻌﻴﺪ ﻫﺎﺩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ** ﺑﻠﻜﺮﺍﻉ ﺩ ﻟﻜﻴﻀﺎﺭ
ﺃﻭ ﺑﺸﻌﺎﺭ ﺃﻗﻞ ﺣﺪﺓ :
ﺍﻟﻨﺠﻢ ﻃﺎﺡ ﻃﺎﺡ * ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﺻﺒﺎﺡ * ﻭﻋﻴﻨﻲ ﺣﻮﺍﻟﻮ *
ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﻮ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﻮﺯ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻣﻼﻣﺢ
ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻓﻴﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺔ،
ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﺎ
ﻃﺒﻖ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﻭﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ . ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻄﻰ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻕ
ﻭ " ﺍﻟﺴﻔﻨﺞ" ﺍﻟﻤﺤﺸﻮ ﺑﺎﻟﺴﺮﺩﻳﻦ ﻭ " ﺑﺸﺎﻕ ﻋﻴﻨﻮ" ﻭﻫﻮ
ﺣﻤﺺ ﻳﺒﺨﺮ ( ﻳﻔﻮﺭ) ﻭﻳﻘﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ، ﻟﻴﻠﺔ
ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﻞ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻋﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻋﺸﺎﺀ ﻗﻮﺍﻣﻪ ﺩﻳﻚ ﺃﻭ ﺩﺟﺎﺟﺔ
ﺫﺑﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻴﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻗﺪ ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﺪﺓ ﺣﺰﻡ
ﻣﻦ ﻧﺒﺎﺕ ﺑﺮﻱ ﻳﺎﺑﺲ، ﻳﻘﻮﻡ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﺑﺤﻤﻞ ﺣﺰﻣﺔ ﻓﻲ
ﻳﺪﻩ ﻭﻳﻮﻗﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺸﻌﻞ (flambeau ) ﺛﻢ
ﻳﻄﻮﻑ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺔ ﺟﺮﻳﺎ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﻬﻮﻥ ﻭﻳﻤﺮﺣﻮﻥ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﻣﻘﺒﻞ ﺑﺒﻨﻲ
ﻣﺠﺮﻭ .
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺭﺻﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺮﺃﺱ
ﺍﻟﺴﻨﺔﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﺎﻟﺔ، ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ
ﻣﺘﺮﺳﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻧﻌﻴﺶ – ﻭﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ- ﺯﻣﻦ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﺕ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻒ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻸﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺑﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﻯ
ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺮﺻﺪ ﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ
ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺗﺠﺪﺩﻫﺎ، ﻭﻛﻤﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺪ
ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﻴﺪ ﺃﺿﺨﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﺨﺼﻴﺔ " ﻧﻮﻳﻞ "noël
ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪﻩ
ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﺔ ﻭﺍﻷﻓﻼﻡ ... ﺍﻟﺦ، ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻴﻦ
ﻣﺪﻯ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮﺓ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺗﺮﺍﺛﻬﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ .



ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻮﻗﻊ ﺟﺒﺎﻟﺔ