* ثــــــورة قبائل عين مديونــــــــة على مكتب رســــــبلاندي سنة 1925 :
Resblandy أو رسبلاندي (يلقب عند بعض أهل منطقة عين مديونة بدريس بلاندي) : هو
من أصول فرنسية ( بحثت عن أصل هذه العائلة مع الاسف الشديد لم أجد مصدر موثق , كل ما يمكن قوله, هو أن هناك عائلات تحمل هذا الاسم تقطن بجنوب فرنسا) كلف من طرف الادارة الفرنسية في فاس بمنصب رئيس مكتب أو
le chef du bureau des affaires Indigénes بعين مديونة , مقره كان بمكتب مبني بخشب الزيتون, كان يوجد هذا المكتب على مسافة قليلة من" البيرو" المكان الحالي لقيادة عين مديونة.
توفي رسبلاندي مقتولا في 18 ماي 1925, و دفن على بعد أمتار من عين توطنة في عين مديونة و لازال قبره المستطيل الى يومنا هذا.
كان اجتياح سكان منطقة عين مديونة للبيرو, نتيجة تحريض من قبل المقاومة الريفية التي كانت ترابط ببعض الدواوير بمنطقة عين مديونة . ولم يكن هذا الاجتياح بالسلاح فقط بل بالعصي والحجارة وكل ما أوتي لهم آنذاك .
كانت الحجارة تتساقط على مكتبه مثل تساقط الامطار من طرف سكان الدواوير المجاورة لمركز عين مديونة ، وكان مصيره معروف بعد تطويق مكتبه من طرف الثوار و أصبح لا مفر له من الموت بعد تهديدات بحرق المكتب وكل من فيه, طبعا الحراس كانوا معه وهم عنصرين من مساعديه أو مخازنية, هم كذلك أحسوا بالخوف و الرعب من شدة تساقط الحجارة و تهديدات بحرق المكتب الذي كان مبني بأخشاب الزيتون, و علموا أن مصيرهم سيكون أشد قسوة بسبب خيانتهم باعتبارهم مغاربة,
وأن السكان هناك عندهم سوابق مع الخونة بحيث كانوا يعاملونهم بعنف شديد وتعذيب جسدي رهيب حتى يكونوا عبرة لغيرهم. عندما ضاقت عليهم الدنيا قام هؤلاء العنصرين من المخازنية بقتل رسبلاندي لتبرئة ذمتهم, .
السكان الذين يطوقون البيرو سمعوا ضربا بالرصاص من داخل المكتب رسبلاندي, فهجموا بعدما فتح المخازنية الباب و تأكدوا من مقتل رسبلاندي من طرف هذين العنصرين من المخازنية و تم العفو عنهم بعدما استسلموا لسكان عين مديونة.
و بعد مقتل رسبلاندي قام السكان بجره بحبل الى المكان الذي مدفون فيه حاليا ، وصلبوه بالاستغاثة ببعض مقاتلي المقاومة الريفية. وأحرقوا جثته وهو على صليب.
عندما وصل الخبر الى الثكنات الفرنسية المجاورة لمنطقة عين مديونة, تم التدخل في وقت وجيز و اعتقلوا عدد كبير
من أبناء عين مديونة للانتقام منهم على فعلتهم هذه .
و تمكن الفرنسيون من السيطرة على عين مديونة مرة أخرى, و دفن رسبلاندي على بعد أمتار من عين توطنة في عين مديونة وتم بناء مقبرة له على شكل مستطيل لازال الى يومنا هذا. و بعد ذلك أضيفت مقابر أخري للفرنسيين بجانب هذه المقبرة بأكثر من عشرة مقابر (التي لم يعد لها اثر ) حسب أقوال الناس الذين عايشوا هذه الفترة و تم تدميرها بعد حصول المغرب على الاستقلال سنة 1956 ربما بسبب علامات الصليب التي كان على هذه المقابر و التي رمز للمسيحية حسب أقوال بعض الناس هناك.
* مصدر الاحداث هي مروية على الباحث حافظ مينو
* La haut Leben , source colonel L. Vionot.
تعليق : أحمد الصيد